Saturday, February 5, 2011

التغيير مطلب عربي شامل

زوايا و دوائر:06-02-2011

التغيير مطلب عربي شامل  

تذكرنا "التظاهرات" التي اتجهت قبل يومين صوب السفارة المصرية للتضامن مع متظاهري ميدان التحرير، و ادانة الرئيس حسني مبارك و ضرب دمية ترمز اليه ب"تظاهرة السكاكين والبلطات " التي اخرجتها الوصاية السورية للرد على مواقف البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير و تخويف اللبنانيين بالشارع . ففي جوهر تظاهرات السفارة المصرية رسالة للداخل السوري اكثر مما هي رسالة تضامنية مع الانتفاضة الشبابية المصرية التي كانت و ماتزال حتى اللحظة حركة مطلبية داخلية . و هي محقة و عظيمة كونها وفي اقل من عشرة ايام انتزعت مكاسب سياسية طال انتظارها ثلاثين عاما ، و يجدر البناء عليها لمزيد من تحرير الحياة السياسية المصرية وصولا الى ديموقراطية قابلة للحياة . و في مطلق الاحوال فالثابت الا مجال للعودة الى ما قبل 25 كانون الثاني بوجود الرئيس مبارك او بغيابه.
بالعودة الى تظاهرات بيروت و على الرغم من انحدارها الخطابي فهيا  تلاقي الخطاب الرسمي في دمشق ، و خبطة السيد علي خامنئي الاخيرة بالعربية بمحاولة حرف عناوين الانتفاضة في مصر و قبلها في تونس عن الحراك المطلبي الحقيقي. فالحراك عنوانه داخلي بإمتياز . و العنوان الداخلي المطروح في مصر مطروح ايضا في كل مكان يرزح تحت نير الاستبداد و الدكتاتورية .
لم يكن الخيار في مصر بين مبارك و عبد الناصر، بل كان الخيار بين مبارك و الحريات و الديموقراطية و الشفافية و الحكم الرشيد والمحاسبة . و لم يكن الخيار في اي وقت من الاوقات بين حكم الحزب الوطني الحاكم  او حكم شبيه بحكم حزب البعث في سوريا .لم يفكر ملايين المتظاهرين في مصر للحظة واحدة بالنظام  الايراني كنموذج يحتذى او مرجعية تتبع. سطحية الشعارات المرفوعة في بعض بيروت و بعض اعلام بيروت العامل لاراحة دكتاتوريات اخرى اكثر من التضامن مع ميدان التحرير في القاهرة .
ان المطلب الاساس المرفوع في شوراع مصر هو التغيير . و لعل مطلب التغيير مطلب عريي شامل من الخليج الى المحيط ، ولا فرق هنا بين هذا او ذاك ، ولا بين ممانعة او اعتدال . التغيير حاجة عربية لكي يصبح للشعب في كل مكان صوت يسمع ، و رأي يستشر ، و قرار يتبع .
لقد سقط جدار برلين قبل اكثر من عقدين ، و تغيرت اوروبا و اميركا اللاتينية و معظم آسيا . ولكن رياح التغيير مرت من دون ان تصيب عالمنا العربي الذي تحول مع هجمات 11ايلول 2001 الى خط تماس عريض لصراعات كبرى بين الشرق و الغرب . و بقيت الشعوب قابعة تحت نير الدكتاتوريات ، حتى اذا ما ضربت احداها ( العراق ) من الخارج و لاسباب ما اخذت الشعوب في الحسبان ، تحولت البلاد الى ساحات حروب اهلية لا نهاية لها .
هذا ليس واقع مصر . و لن يكون فالحراك السياسي قائم ، و الحوار بين اطياف اللعبة السياسية بدأ ، و العودة الى الوراء مستحيلة .
المهم ان يفي الحكم في مصر بالتزاماته الاصلاحية بصورة جدية و عاجلة و بحراسة المؤسسة العسكرية التي يسجل لها على العكس من مؤسسات عسكرية في بلدان عربية اخرى ، انها لم تحرق احياء و مدنا للحفاظ على النظام .و ما لم يفي الحكم الانتقالي بالالتزمات فالشارع سيعود ليكون موضع الاحتكام .
و المطلوب الآن ان تلفح رياح التغيير كل العالم العربي.

علي حماده  

No comments:

Post a Comment